عمليات النحالة
1- تثبيت شمع الأساس في البراويز الخشبية:
يتم شراء شمع الأساس، وهو عبارة عن شمع نحل يتم صهره وتحويله إلى رقائق مثل الورق، وتطبع العيون السداسية على الناحيتين.
يتم شد سلك صلب مجلفن مع تثبيته في البراويز-- ثم إدخال شمع الأساس "خلف خلاف" مع السلوك المشدودة (وقد نستخدم عجلة التثبيت لغرز السلك في الشمع)،
ثم ندخل طرف شمع الأساس في المجرى السفلي للخشبة العليا للبرواز، ويثبت بصب شمع منصهر في هذا المجر.. تجهز هذه البراويز في الشتاء وتضاف للخلايا القوية؛ حيث يقوم النحل بمط هذا الشمع أو ببناء العيون السداسية فوقه متبعا العيون المطبوعة عليه.
2- فحص الخلايا:
يتم فحص خلايا النحل مرة كل أسبوع في الربيع والصيف، بينما يقل هذا المعدل في الخريف، ويمكن أن يفحص مرة كل شهر في الشتاء.. الغرض من الفحص هو الاطمئنان على وجود الملكة وهدم البيوت الملكية التي لو تركت لأنتجت عذارى تؤدي إلى التطريد، وكذلك من أغراض الفحص إضافة المزيد من البراويز ذات شمع الأساس أو الناتجة من الفرز إذا كانت الخلية قوية أو إضافة براويز حضنة من خلية أخرى لتقوية الخلايا الضعيفة… إلخ.
وقت الفحص: يتم الفحص من الساعة التاسعة صباحًا حتى الثالثة عصرًا، وذلك حتى يكون النحل الجمّاع الشرس في الحقل؛ مما يسهل الفحص، ويجب تجنب الفحص في أثناء هطول المطر أو البرد القارس أو الرياح.
طريقة الفحص: يقف الفاحص عند أحد جانبي الخلية، ويدخن بهدوء على فتحة الباب، ثم يرفع الغطاء الخارجي ويدخن، ثم ينتظر قليلاً، ثم يزيل الغطاء الداخلي ويبدأ الفحص.. الدخان يؤدي رسالة للنحل مفادها أن هناك خطرًا من الحريق، وبالتالي تلتهم الشغالات كمية كبيرة من العسل وتختزنها في بطنها استعدادا للهجرة؛ مما يجعل النحل غير قادر على اللسع بسبب امتلائه.
يمسك النحال بالعتلة (أو السكين) في يده اليمنى ويحرك بها البراويز؛ لأنها تكون ملتصقة بالشمع، ثم يمسك البرواز من منتصفه بيده اليسرى ويرفعه خارج الخلية، وينظر فيه من الجهتين، ثم يضعه بجوار الخلية مستندا عليها، أو يضعه في صندوق فارغ مجاور (وذلك لإفساح مكان داخل الخلية)، ويوالي فحص البراويز الأخرى.
هدم البيوت الملكية وبيوت الذكور: وهى من أهم مهمات الفاحص؛ فالبيوت الملكية تؤدي إلي التطريد، وبيوت الذكور تؤدي إلي إنتاج أعداد هائلة من الذكور التي تلتهم العسل دون أن تقوم بوظيفة مفيدة، ويمكن تمييز البيت الملكي بسهولة؛ فهو كبير ومدلى لأسفل، ويشبه الفول السوداني غير المقشور– - أما بيوت الذكور؛ فيمكن تمييزها قبل تغطيتها باتساع فتحتها، وبعد التغطية ببروز الغطاء كالقبة، بينما غطاء بيوت الشغالات غير بارز.
تنظيف الخلية: يقوم النحل بكل الوظائف بما فيها النظافة، ولكن الخلايا الضعيفة تحتاج لبعض المساعدة؛ فيتم إزالة الحشرات الميتة من الأرضية وكنسها، كما يتم إزالة الزوائد الشمعية.
التعلية: يتم إضافة أدوار علوية عند امتلاء أقراص الدور السفلي بالحضانة والعسل، ويراعى أن أقراص الحضانة تكون في المنتصف، وأقراص العسل وحبوب اللقاح على الجوانب.
3- تقسيم الطوائف:
يتم بهدف زيادة عدد طوائف المنحل أو بهدف بيع هذه الطوائف، ويلاحظ أن التقسيم لا يتم إلا إذا كانت الخلايا قوية ومزدحمة بالنحل، ويجب التنبيه على أن التقسيم سوف يؤثر على إنتاج العسل؛ لأنه كلما زاد عدد النحل في الطائفة زاد الإنتاج، كما أن النحل سينشغل في بناء البيوت الملكية وإنتاج ملكة جديدة.
وتحتاج عملية التقسيم إلي صندوق سفر محكم المنافذ، ويتم غلق فتحة خروج النحل بإحكام، والميزة في صندوق السفر هي وجود فتحة تهوية مغطاة بالسلك، فرغم إحكام الإغلاق فسيدخل الهواء للنحل. والخلية التي سيتم تقسيمها يجب أن تكون قوية وبها أقراص بيض.. نأخذ خمسة أقراص بما عليها من نحل- يجب أن يكون أحد الأقراص على الأقل مليء ببيض لم يفقس بعد- ونضعها في صندوق السفر مع إحكام غلق الصندوق؛ لأن خروج أي نحلة معناه خروج كل النحل وعودته إلي خليته الأصلية.
يوضع صندوق السفر في مكان، يفضل أن يكون بعيدا عن الخلية الأصلية بعدة أمتار.. يلاحظ أننا لا ندري هل الملكة في صندوق السفر أم في الخلية الأصلية، وليس لهذا أهمية كبيرة؛ لأن النحل الذي ليس لديه ملكة سيقوم ببناء بيوت ملكية حول بعض البيض وينتج عدد من الملكات.
يظل النحل في صندوق السفر محبوسا مدة ثلاثة أيام، يكون خلالها قد نسي خليته الأصلية، واعتبر الموقع الجديد خلية له.. نفتح باب الخلية بعد ثلاثة أيام ثم نتركه لمدة أربعة أيام أخرى، ثم نفحص الأقراص.. لو كان معهم الملكة الأصلية فليس لديهم مشكلة، ويتم استبدال صندوق السفر بخلية خشبية، ونضيف لهم أقراص فارغة. أما إن لم تكن معهم الملكة فسنجد الكثير من البيوت الملكية، وعلى النحال عندئذ هدم كل البيوت عدا أكبر بيت أو بيتين، وبعد أسبوع آخر تخرج العذراء وتتلقح ويصبح لدينا طائفة جديدة. وفي مهنة النحالة يعتبرون من يجيد التقسيم نحالا، ومن لا يجيده ليس بنحال؛ فهي أهم عمليات النحالة بلا شك.