أن افتقدت لماء الحياة.. تغزوها التجاعيد.. فتشوه رونقها..
لكنها رغم ذلك.. لا زالت تبكي..
تجدها الوحيدة التي بقيت معك حينما رحل عنك كثيرون
عندما ترسم طريقك في الحياة.. وتلون لوحة
مستقبلك بفرشاة الجد والمثابرة..
فتضع أولى خطواتك على الطريق..
تقطع مسافة لا بأس بها.. واثق الخطى.. قوي العزيمة..
تحقق نجاحات وإنجازات كبيرة.
. فتجد الجموع تلتف حولك.. مبهورة بك.. لكنك وفي غفلة منك عن نفسك.. تتعثر في دربك.. فتسقط مكبا على وجهك.. تمد يمينك طالبا النجدة من تلك الجموع الواقفة تنظر إلى ذلك المشهد.. فلا تجد من يأخذ بيدك..
حينها.. ستبكي عليك الأيام..!
عندما تلتقي بأحدهم.. تجلسان سوية على رصيف العمر.. بعد أن جمعتكما متاهات الزمن.. يعلن صدقه معك.. وإخلاصه لك.. فتطمئن إليه وتثق به.
. وتخبره بما تخطط له وسيكون لك من بعده شأن.. فيتحمس لفكرتك.. ويشاركك الرأي والتخطيط كصديق مخلص.. ثم تفترقان لتلتقيا بعد ذلك في الموعد المحدد.. يقابلك بابتسامة عريضة.. فاتحا ذراعيه ليأخذك بالأحضان.. يضمك إلى صدره.. ويربت بيمينه على كتفك..
حينها.. ستبكي عليك الأيام..!
عندما تبدأ حياتك بالدموع.. بعد أن فقدت العطف وودعت الحنان.. ولكن رغم نجاحك وتفوقك..
تجد أن ظروف حياتك قد قست عليك.. فحطمت كل طموحاتك..
ولم يعد بيدك شيء غير الاستسلام لواقعك.. تسير في دنياك كالتائه.. تتبع سراب وجودك البائس..
بعد أن ذبلت ورود عمرك وأنت لا تزال في ريعان الشباب.. تتعثر في الطريق.. فتسقط.. ولكنك تتفاجأ بمن
يأخذ بيدك.. ليقيلك.. فيعيد لك الثقة بنفسك.
. ويسير معك في ذات الطريق.. تشكره بوفاء.. وترغب بمواصلة مسيرك وحدك.
. لكنه لا يتركك.. بل يظل إلى جوارك.. يمنحك العطف بعد أن يحنو عليك.. يشاركك ابتسامة
فرحك فيسعد لك.. ويمسح بكفه دموع أحزانك..
فتجد أن قلبك قد أسكنه في أعماق أعماقك دون اختيار منك.. تضحي بنفسك من أجل راحته.. وتتنازل لأجل أن
يبقى.. ولو سئلت عن معناه بالنسبة لك.. فسيكون جوابك بأنه يعني لك كل شيء.. ولكن.. حين تكتشف أنك بالنسبة له لست إلا مجرد شيء فقط..
وحين يفلتك.. تجده قد غرز بيده اليسرى خنجر الغدر بظهرك.. تسقط مضرجا بدمائك.. بينما يتوارى هو عن الأنظار..
حينها.. ستبكي عليك الأيام..!
عندما تحب أحدهم.. ويبادلك نفس الشعور.. ترسم لوحة حياتك معه.. وتحلم بما سيكون عليه مستقبلك في ظل وجوده.. رغم البون الشاسع بينك وبينه.. تنتظر لقياه.. فتبكي عند حضوره شوقا..
و عند رحيله خشية الفراق.. يلازمك طيفه بعد اندماج الأرواح.. فتحس بوجوده..
تراه وتسمع صوته وتشعر به..
رغم بعد المسافة بينك وبينه.. دموعك قد خطت مسيلها على أعتاب وجنتيك
.. وبللت وسادتك البائسة من كثرة شكواك.. فلا يسمع غير أنات قلبك الساهر.. ولا يرى
غير بريق بلورات ماء مقلتيك.. حين يهدأ الكون ويسدل الظلام ستاره..
تعيش واقعك الحالم.. وتنتظر الشروق.. لتكتشف أن واقعك ليس إلا مجرد خيال واسع أشبه بالحلم..
حينها.. ستبكي عليك الأيام..!
تجبرك الظروف على الجفاء.. وتحدك على القسوة.. لكنك لا تلبث أن تستعيد طبيعتك.
. وتعود لرشدك.. فتندم على ما بدر منك.. وهكذا يكون حال أقرب الناس إليك وأعز أصدقائك معك.. بنكك يتزايد فيه رصيدهم كلما أحسنوا إليك. . وحينما يخطئون تحفظه لهم بالوفاء.. فتعفو وتصفح.. وتغفر وتسامح.. وتلتمس لهم الأعذار.. وحينما تجبر على الخطأ ذات مرة بحق أحدهم.
. وترغمك الظروف على ارتكاب ذلك الخطأ..
فتبادر بالإعتذار وتنتظر الصفح.. تتفاجأ بإفلاس رصيدك في قلوبهم.
. حينها.. ستبكي عليك الأيام..!
تعيش حياتك وسط المغريات.. فيقترب الشيطان منك بعد أن تبتعد عن ربك.. يفتقدك مصلاك وينادي عليك المسجد..
تقضي حياتك متنقلا بين محطات المعاصي.. ومرافيء الذنوب.. تغفل عن ربك وهو لم يغفل عنك.. ولا تذكره إلا في أوقات الشدة.. تتناسى وعيده.. فتستمر في عصيانه.. وتمر الأيام.. فتتفاجأ بملكت الموت على رأسك.. يريد أن يستل روحك من جسدك.. فتتحسر وتندم.. [/b] [b][/b] [b]وتقول : (رب ارجعون لعلي أعمل صالحا)
..حينها.. ستبكي عليك الأيام ..![/b]
بنت الوادي المدير العام
عدد المساهمات : 1437نقاط : 8301تاريخ التسجيل : 14/07/2009
موضوع: رد: عندما تبكي عليك الايام السبت 12 ديسمبر - 3:46