انغراس البويضة الملقحة Implantation
رغم أن طفلك قد مر بالإخصاب، غير أنه يجب أن يسير الوجهة الصحيحة، وتدعى الخطوة التالية باسم الانقسام الخلوي، ففي غضون 12 ساعة تقريبا، تنقسم الزيجوت إلى خليتين ثم تنقسم كل واحدة منهما إلى اثنتين أيضاً وهكذا، بحيث يتضاعف عدد الخلايا كل 12 ساعة، وتستمر الخلايا بالانقسام مع تحرك الزيجوت عبر البوق باتجاه الرحم، وفي غضون 3 أيام من الإخصاب، تصبح الزيجوت عنقوداً من 13 - 32 خلية يشبه توتة عليق صغيرة، ويدعى الطفل (الجنين) عند هذه المرحلة باسم التويتة، حيث تغادر البوق وتدخل الرحم.
وفي غضون 4 - 5 أيام من الإخصاب، يصل طفلك المتنامي أو المتخلق موضعه داخل الرحم، ويكون مكوناً من زهاء 500 خلية تقريباً، ويكون قد تغير من كتلة خلوية صلبة إلى مجموعة من الخلايا المصطفة حول جوف مملوء بالسائل، ويدعى عند هذه المرحلة باسم الكيسة الأريميّة، ويكون القسم الداخلي للكيسة الأريمية بشكل كتلة مكتنزة من الخلايا تتنامى وتكوّن الطفل، أما الطبقة الخارجية من الخلايا- التي تدعى الأرومة الغاذية- فتصبح المشيمة التي تؤمن التغذية لطفلك خلال نموه.
بعد وصول الكيسة الأريمية الرحم، تلتصق بسطحه لفترة من الزمن، ثم تطلق إنزيمات تلتهم بطانته سامحة لها بالانطمار فيها، وهذا ما يحدث بعد نحو أسبوع من الإخصاب عادة، وبحلول اليوم 12بعد الاخصاب تقريباً تصبح الكيسة الأريمية مسجّاة بقوة في مسكنها الجديد، حيث تلتصق ببطانة الرحم بشدة، حيث تتلقى تغذيتها من الدوران الدموي للأم.
وفي نحو اليوم 12 من الإخصاب أيضاً، تبدأ المشيمة بالتشكل، ففي البداية، تتبرعم بروزات دقيقة من جدار الكيسة الأريمية، وتتنامى من هذه البراعم كتل متموجة من النسيج المملوء بأوعية دموية دقيقة تدعى الزغابات المشيمائية، وتنمو هذه الزغابات وسط الأوعية الشعرية (الشعيرات) الرحمية وتغطي معظم المشيمة في نهاية المطاف.
ويبلغ طول جنينك نحو 0.1 سم ( 0.04 إنش) في اليوم 14 من الحمل أو في الأسبوع الرابع منذ آخر دورة طمثية. وينقسم إلى ثلاث طبقات مختلفة، تنشأ منها كافة النسج والأعضاء التي ستتخلق في نهاية الأمر:
طبقات الجنين : الأديم الظاهر، الأديم المتوسط والأديم الباطن
1. الطبقة العلوية، وتدعى الأديم الظاهر: حيث يعطي تلماً أو ميزابة على طول الخط المتوسط للجنين، ويدعى هذه التلم باسم الأنبوب العصبي، وفي هذا الموضع يتخلق دماغ الجنين ونخاعه الشوكي وأعصابه النخاعية وعظام ظهره (الفقرات).
2. الطبقة المتوسطة من الخلايا، وتدعى الأديم المتوسط : وهو يشكل بدايات أو أصول قلب الجنين وجهازه الدوراني البدائي – الدم والأوعية الدموية وخلايا الدم (كرياته) والأوعية اللمفية، كما تتخلق مناشيء العظام والعضلات والكليتين والمبيضين أو الخصيتين في هذه الطبقة.
3. الطبقة الداخلية من الخلايا، وتدعى الأديم الباطن : وهو يصيح أنبوبا بسيطا مبطناً بالأغشية المخاطية، حيث تتخلق منه الرئتان والأمعاء والمثانة البولية عند الجنين.
الأسبوعان الثاني والثالث : الإباضة و التخصيب و الإنغراستكون بطانة رحمك في حالة من التنامي وهي التي ستقوم بتغذية طفلك، فجسمك يفرز الهرمون المنبه للجريب follicle-stimulating hormone الذي يؤدي إلى نضج البويضة، وعندما تحدث الإباضة ovulation وتتحرر البويضة في قناة فالوب fallopian tube تؤدي الهرمونات المساهمة في هذه العملية – أي الإستروجين estrogen والبروجستنرون progesterone - إلى زيادة درجة حرارة جسمك وإلى تغير في المفرزات من غدد عنق الرحم cervical glands .عند حدوث الإخصاب، يبدأ الجسم الأصفر corpus luteum - بنية صغيرة تحيط بالجنين المتخلق – بالنمو، وينتج مقادير صغيرة من البروجسترون، وهذا ما يساعد على دعم الحمل، فالبروجسترون يحمي الرحم من التقلص، كما يعزز نمو الأوعية الدموية في جدار الرحم، وهذه الأوعية أساسية وضرورية لتغذية الجنين.يصبح طفلك المتخلق في مرحلة الكيسة الأريمية قرابة اليوم الرابع من الإخصاب ، وعندئذ، تبدأ المشيمة بإنتاج هرمون يدعى موجهة الغدد التناسلية المشيمائية البشرية HCG ، وقد يكون هذا الهرمون أول ما يكتشف في دمك ثم في بولك بعد فترة قصيرة، وتستطيع اختبارات الحمل المنزلية كشف هذا الهرمون في عينة البول بعد نحو 6 – 12 يوماً من الإخصاب.
الإنغراس Implantationوفي غضون رحلة طفلك المتخلق عبر قناة فالوب وانغراسه في بطانة رحمك – خلال أسبوع من الإخصاب تقريباً – تكون بطانة الرحم قد أصبحت ثخينة بما يكفي لدعمه.عندما ينغرس طفلك في بطانة رحمك ، يمكن أن تلحظي تبقعاً يمثل إفرازا طمثياً طفيفاً أو نزاً (نجيجاً) مهبلياً مصفرا vaginal discharge yellowish، ويمكن أن يلتبس عليك الأمر وتحسبينه بداية دورتك الطمثية الطبيعة، غبر أن هذا التبقع spotting يمكن أن يكون في الواقع العلامة الأولى للحمل، وهو ناجم عن كمية صغيرة من النزف الذي قد يحدث عند ينغرس الجنين المتخلق في بطانة الرحم.وفي الفترة حول مرحلة حصول الإنغراس (التعشيش) implantation أيضاً، تبدأ النتوءات الإصبعية الشكل – التي ستصبح المشيمة لاحقاً – بإنتاج كميات كبيرة من هرموني الأستروجين والبروجسترون، حيث يؤدي هذان الهرمونان في نهاية المطاف إلى نمو وتغيرات في الرحم وبطانته وعنقه وفي المهبل والثديين.وعند هذه المرحلة تكونين قد أصحبت حاملاً ، مع أنه من المبكر جداً لك أن تفتقدي دورتك الطمثية أو تبدي أي عرض آخر من أعراض الحمل. ففي هذه الأيام الأولى من الإخصاب، يكون الإجهاض شائعا وغالبا ما يحدث قبل أن تعرفي بأنك حامل، ويقدر العلماء أن ثلاثة من بين كل أربعة حمول مفقودة تنجم عن الإخفاق في الانغراس أو التعشيش، ففي الأسبوع الأول وحتى الأيام العشرة التالية للإخصاب يمكن أن تعيق العدوى أو التعرض للعوامل البيئية الضارة – مثل العقاقير والسجائر والكحول والعقاقير والمواد الكيميائية – انغراس الطفل في الرحم، وعند هذه المرحلة من الحمل يمكن أن يؤدي مثل هذا التعرض إلى فقد الحمل، لكن لا تحدث عيوباً خلقية، غير أن معظم حالات الإجهاض أو فقد الحمل تنجم عن عيوب في عملية التطور التي لا يمكن لأي واحد منا أن يسيطر عليها.
الأسبوع الرابع : بداية الحمل والتغيرات الجسميةيخضع طفلك لتغيرات جسمية هامة، حتى وإن كنت في بداية حملك.القلب و الجهاز الدوري
خلال الأسابيع الأولى من الحمل، يبدأ جسمك بإنتاج المزيد من الدم لحمل الأكسجين والعناصر المغذية إلى جسمك، وتكون الزيادة على أشدها في الأسابيع الإثني عشر الأولى عندما يفرض الحمل على دورتك الدموية أعباء كبيرة، ومع نهاية الحمل، تصل زيادة حجم دمك 30 – 50 %، ويمكن أن تساعد زيادة مدخولك من السوائل – في هذه المرحلة من الحمل – جسمك على التكيف مع هذا التغير.وللتكيف مع زيادة جريان الدم هذه، يبدأ قلبك بالضخ بشكل أكبر وأسرع، حيث قد تصل سرعة النبض حتى 15 ضربة إضافية في الدقيقة.يمكن أن تؤدي هذه التغيرات الملحوظة في جسمك إلى أعراض الحمل، فقد تشعرين بالتعب الشديد مثلاً عند الذهاب إلى النوم بعد وجبة مسائية أو ترغبين بأخذ قسط من النوم بشكل متكرر ، ويجب أن تخلدي للراحة عند الشعور بالتعب.الثديومن أول التغيرات الجسدية في الحمل التغير في طريقة شعورك بثدييك، فقد تشعرين بأنهما ممضّان أو مؤلمان أو تحسين بوخز فيهما أو بأنهما أكثر امتلاء وأثقل وزناً، كما قد ترين أن الثديين والحلمتين قد بدأ بالكبر والتضخم، وهذا صحيح رغم أنك ما تزالين في بداية الحمل.يبدأ الثدييان بالتضخم خلال كامل الحمل بشكل متصاحب مع زيادة إنتاج الإستروجين والبروجسترون ، ويعود ذلك إلى نمو الغدد المنتجة للحليب داخلهما ، كما قد تلاحظين أن الحلقتين البنيتين المحمرتين للجلد حول الحلمتين (اللعوتين areolas) تبدأن بالكبر والإغمقاق، ويعود السبب في ذلك إلى زيادة الجريان الدموي ونمو الخلايا المصطبغة، وقد يكون هذا التغير دائماً في جسمك.
الرحميبدأ الرحم بالتغير أيضا في الأسبوع الرابع من الحمل، حيث تتسمك بطانته وتبدأ الأوعية الدموية في البطانة بالتضخم لتغذية الجنين النامي.عنق الرحميبدأ عنق الرحم cervix (فتحة الرحم التي يبرز منها الطفل عند الولادة) بالليونة ويتغير لونه، وقد يبحث الطبيب عن هذا التغير خلال أول فحص لك لإثبات الحمل لديك.